
يُعد قسم الاستعاضة السنية أحد الأقسام الأكاديمية الأساسية في كلية طب الأسنان بجامعة الملك سعود، ويُعنى بتعليم وتدريب طلاب مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا في تخصص الاستعاضة السنية. ويركز القسم في رسالته على إعداد كوادر مؤهلة قادرة على تقديم رعاية متقدمة، حيث تُعد الاستعاضة السنية فرعًا متخصصًا من طب الأسنان يُعنى بتعويض الأسنان التالفة أو المفقودة باستخدام التركيبات الثابتة التي تشمل التيجان، الجسور، والفينير، والتركيبات المتحركة الجزئية والكاملة، بالإضافة إلى التركيبات الثابتة المدعومة بزرعات الأسنان والتي تشمل الأسنان المنفردة، الجسور، والفك الكامل المعروف بـ (All-on-X).
يُشارك القسم في تدريس عدد من المقررات التخصصية في الاستعاضة السنية الثابتة والمتحركة وطب الأسنان الرقمي لطلاب مرحلة البكالوريوس، ويسهم في تدريبهم إكلينيكيًا وتطوير مهاراتهم العلاجية في هذا المجال الحيوي. كما يشرف على برامج الدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه في طب الأسنان مع التدريب السرير في الاستعاضة السنية، والبورد السعودي في الاستعاضة السنية)، والتي توفر تدريبًا تخصصيًا متقدمًا يشمل التركيبات السنية، التجميل، الزرعات، والتقنيات الرقمية، ضمن معايير أكاديمية معتمدة ومقاربة علاجية متعددة التخصصات. ويشجع القسم طلابه على التميز الأكاديمي والسعي نحو الاعتماد المهني المتقدم.
ومن بين الخيارات العلاجية المطروحة من قبل القسم، سواء في الجانب التعليمي أو السريري، يبرز التخطيط الرقمي الشامل للفم كنهج متكامل لإعادة تأهيل الفم بالكامل باستخدام أحدث التقنيات الرقمية. يشمل هذا النهج مراحل متعددة مثل أخذ الطبعات الرقمية، إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد، واستخدام برمجيات متقدمة لتخطيط العلاج، بهدف الوصول إلى نتائج مثالية وقابلة للتنبؤ. ويمتاز التخطيط الرقمي، مقارنة بالطرق التقليدية، بعدة مزايا من أبرزها: دقة أعلى، كفاءة أكبر، وتحسين تجربة المريض.
وعلى الصعيد السريري، يشرف القسم على عيادة الاستعاضة السنية في مستشفى طب الأسنان الجامعي، والتي تقدّم رعاية سريرية متقدمة تشمل تعويض الأسنان بتركيبات ثابتة ومتحركة، مدعومة بالزرعات السنية، إضافة إلى علاج العيوب الفموية والوجهية، واضطرابات المفصل الصدغي الفكي، وحالات إعادة التأهيل الكامل للفم، وذلك بدعم من فريق متخصص من أعضاء هيئة التدريس والأطباء والمساعدين المؤهلين.
ويمثل قسم الاستعاضة السنية نموذجًا تكامليًا يجمع بين التعليم، والبحث، والممارسة السريرية، مما يُسهم في تطوير جودة الرعاية الصحية وتعزيز مخرجات التعليم في مجال طب الأسنان بالمملكة.
نؤمن في قسم الاستعاضة السنية بأن رسالتنا لا تقتصر على تقديم تعليم تقليدي، بل تمتد لتشمل إعداد كوادر قادرة على مواكبة التحولات المستقبلية في طب الأسنان. ومن هذا المنطلق، نولي اهتمامًا كبيرًا للتحول الرقمي، ونعمل على توظيف أحدث التقنيات الرقمية في تطوير مناهجنا التعليمية، وأساليب التدريب الإكلينيكي، ونماذج المحاكاة العلاجية.
لقد أصبح التخطيط الرقمي الشامل للفم جزءًا لا يتجزأ من منهجية التدريب لدينا، إلى جانب تعزيز استخدام أدوات التصميم والتصنيع بمساعدة الحاسوب (CAD/CAM)، والمسح الضوئي ثلاثي الأبعاد، وغيرها من التقنيات التي ترفع من كفاءة الأداء ودقة العلاج. كما نسعى بجدية إلى استحداث وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم السريري وتشخيص الحالات، بما يسهم في تحسين مخرجات التعلم وتجربة الطالب والمريض على حد سواء.
ويأتي هذا التوجه في انسجام تام مع استراتيجية جامعة الملك سعود الرامية إلى تحقيق الريادة العالمية والتميّز في بناء مجتمع المعرفة، ومع رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تمكين القطاعات الصحية والتعليمية من خلال التحول الرقمي وتوطين المعرفة.
نحن فخورون بكوننا جزءًا من هذا الصرح العلمي العريق، وملتزمون بتعزيز التكامل بين التعليم، البحث، والممارسة السريرية، بما يُسهم في تطوير جودة الرعاية الصحية وتعزيز مخرجات التعليم في مجال طب الأسنان بالمملكة.
والله ولي التوفيق،
د. وليد الشهراني
رئيس قسم الاستعاضة السنية
كلية طب الأسنان – جامعة الملك سعود